المشاركات الشائعة

الاثنين، 28 نوفمبر 2011

زعبلة والقلة..بقلم سمر علوان

كان يا مكان يا سعد يا اكرام ما يحلى الكلام الا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام..هكذا بدأت الام تحكي لابنتها الصغيرة الحكاية
  كان في ولد صغير اسمه(زعبله)..زعبله كان ولد فقير غلبان عايش هو ومامته بعد ما ابوه مات,وكان ابوه بيصنع الفخار..فازات..طواجن..قلل..وحاجات جميلة..ولكن لما مات كان والد زعبله مديون واضطروا يبيعوا حجات كتير عشان يسدوا ديون ابوه..ومكنش فاضل حاجة فخار من صنع ابوه غير قلة بيشربوا منها..وكانت كل يوم الام تقول لابنها:روح يا زعبله املا القلة..بس لازم تلبس جزمتك عشان متتزحلقش والقلة تقع..ومتتشقاش وانت ماشي..وكان يقولها حاضر يا ماما..وكل يوم يروح زعبله يملا القلة من النهر ويخليها في البيت بيشرب منها هو وامه..وفي يوم من الايام وزعبله واخد القلة يملاها قابله راجل اعور في الشارع وبرجل واحدة وماشي بعكاز..وقاله الراجل:ازيك يا زعبله عامل ايه؟؟..راح زعبله قاله:انا كويس يا عم انت عايز مني حاجة؟؟ راح  قاله الراجل العجوز:انا كل يوم بشوفك يا عيني تروح النهر بالقلة تملاها ومحدش بيشلها معاك ..راح قاله زعبله:انا وحيد امي ولازم اروح املاها عشان اشرب انا وامي..راح العجوز قاله:انا هساعدك واشيل عنك القلة عشان انت ولد كويس وشاطر ..فرح زعبله اوي واده القلة المليانة للراجل العجوز..وشالها عنه واديه بترتعش خالص و ماشي على رجل واحده بعكازه
راح زعبله قال لمامته علي حصل مع الراجل العجوز..راحت مامته مزعقاله وقالتله:انا زعلانة منك يا زعبله انت ازاي تعمل كده؟؟ايه مش عارف تشيل القلة؟؟ا وده راجل عاجز ممكن تقع منه وتتكسر ودي اخر حاجة من ريحة ابوك وهي الي بنشرب منها..اما زعبله لقى مامته زعلت وعدها وقالها:خلاص يا ماما متزعليش حقك عليا مش هعمل كدة تاني.
في يوم راح زعبله زي كل يوم يملا القلة..وهو رايح كان الجو حر..قال لنفسه النهر قريب والجو حر انا مش عايز البس الجزمة هملا القلة واجي بسرعة..راح زعبلة يملا القلة وهو راجع لقى الراجل العجوز..قاله:ازيك يا زعبله..عامل ايه؟؟ راح زعبله قاله:انا بخير يا عم عايز حاجة مني؟؟ قاله:انا جيت عشان اشيل عنك القلة..افتكر زعبله كلام مامته اما زعقتله وقالتله اوعى يخلي الراجل العاجز يشيل القلة..ولكن زعبلة اتكسف يقول للراجل انه عاجز و ميقدرش يشيل القلة..وقال زعبله لنفسه:انا يعني هقوله انت عاجز لا حرام..وبعدين هي اخر مرة يساعدني في شيل القلة..راح العجوز اخد من زعبله القلة وراح يوصله بيها..ولاجل حظ زعبله الراجل مستحملش تقل القلة فوقعت من ايده..ولأن زعبلة مكنش لابس الجزمة اتزحلق وملحقش يمسك القلة ووقعت اتكسرت!!!!  هكذا انتهت امي من سرد حكاية زعبلةوالقلة..فاتحايل عليها قائلة:ونبي يا ماما كملي حصل ايه بعد كده...تضحك امي بعذوبة قائلة:اكمل ايه يا سمورة ما زعبلة كسر القلة خلاص..فأجيب بحزن:لا يا ماما زعبله غلبان مش كسرها الراجل العجوز الوحش هو الي وقعها كسرها..تضحك امي وتمسح على شعري وتلثم جبهتي بشفتيها الرطبة وتغلق النور لانام..وابقى وحيدة انظر في الظلام اتسائل ما هو ذنب زعبله الحقيقي.......لا اعلم لماذا لا تستطيع ذاكرتي نسيان تلك الحكاية التي كانت تحكيها لي امي,واقسم لا اعلم لماذا حتى اليوم كانت امي تصر ان تحكيها لي يوميا بجانب قصة جديدة..ولا اعلم لماذا جلست امي العجوز امس تحكيها لي بعد اربعة عشر عاما..اجبتها امس:يا لهوي يا ماما لسة فاكرة الحكاية دي!!! فقالت امي العجوز:يا شيخة انا صمتها من كتر ما كنت بحكيها...وسألت امي بحذر:الا قوليلي يا ماما هو زعبله ذنبه ايه بس؟؟؟ ضحكت امي قائلة:برده يا سمر اربعتاشر سنة بتفكري في السؤال ده!!! فضحكت لها:ايوة اربعتاشر سنة مفيش اجابة...سكتت امي ونظرت لي نظرة غريبة قائلة:وانتي ليه يا سمورة بتقولي ايه ذنب زعبله؟؟مفكرتيش تقولي ايه ذنب القلة؟؟؟؟...صمت لبرهة وقلتلها:ايه ده بقى اللغبظة دي؟؟!!! طيب يا ستي ايه ذنب القلة؟؟ضحكت امي قائلة:لا فكري بقى..وقبل ان تخرج من الحجرة نظرت لي بعيناها العسليتان...ان غلب حمارك روحي اسألي زعبله..ما اصل القلة اتكسرت خلاص!! اعتقدت ان امي تعابثني..فأخذت بملل(الريموت كنترول) لاتنقل بين قناة واخرى..والقصة تدور في رأسي بشكل صاخب...كانت نشرة اخبار التاسعة امام عيني..والاخبار تسرد لتمتزج مع قصة زعبله...وفجأة ضحكت...ضحكت حتى شرقت...ضحكت حتى ادمعت عيني...ضحكت حتى كانت روحي ان تخرج من جسدي...ضحكت ويا ويلي من ضحكي...سؤال:هل تعرفون الان في زمننا(الاسود) من زعبلة؟؟....ومن العجوز الاعرج الاعور؟؟؟.....ومن ال....ال...القلة يا اصدقائي!!!!!!!!!!!!!
بقلم سمر علوان

الجمعة، 25 نوفمبر 2011

مربى التوت !..بقلم سمر علوان.

سألتني الصغيرة (توتا) ونحن جالسين نشاهد نشرة الأخبار: هو الجيش بيحبنا؟؟...صدمت من سؤال طفلة في السابعة من عمرها!!.. فأجبتها:طبعا..احنا مصريين والجيش المصري بيحبنا. صمتت الصغيرة برهة وزمت شفتيها واضعة سبابتها عليهما ثم قالت:يبقى أحنا اللي مش بنحب الجيش,صح؟..فقلت لها وأنا متوجسة ومتعجبة في نفس الوقت من اسئلتها: لأ يا توتا..احنا بنحب الجيش الجميل اللي بيحمينا وبيخاف علينا.
هنا نظرت لي قائلة: أومال بيضرب الناس اللي في التحرير ليه؟ ويرمي عليهم العلب اللي بتطلع دخان ويموتوا الناس؟؟...هنا كادت الغصة في حلقي تقتلني! ولم أجد مفر من الكذب البغيض,وقلت لها:هم بيضربوا الناس (البلطجية) اللي هم الناس الوحشيين اللي بيخربوا وبيرموا ازايز المولوتوف اللي فيهاا نار..فقالت بتحدي:طب والباقيين الكويسين ذنبهم ايه يموتوا؟؟!!!!!!!!!
هنا وضعتني الصغير في (خانة اليك)! ثم قالت لي بجرأة غريبة: أنتي بتكدبي عليا وأنا زعلانة منك,وجرت من أمام وجهي المزهول وتركتني لحيرتي ولمصريتي الحزينة اتسائل:ما هو الصواب؟وما هي الحقيقة؟ كانت توتا تريد اجابات حقيقية قاطعة ,وتذكرت عادل امام في مسرحية (شاهد مشفش حاجة) عندما قال له القاضي:عايز اجابات واضحة..براهين قاطعة..يا ابيض,يا اسود..وجلست بعدها لأشاهد خطاب المشير الى جوار امي. وبعد انتهاء المشير من الخطاب قالت لي امي:ايه رأيك في كلام المشير؟..فأجبتها:ده راجل عسكري واظن كلامه واضح يا ابيض يا اسود..!!! فابتسمت أمس متسائلة:والخطاب لونه أيه؟؟....فصمت طويلا ثم قلت لها: أنا رايحة اعمل سندوتش مربى توت..مربى توت أسوووووووووووووووود......!!! بقلم سمر علوان

الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

من هي؟؟..بقلم سمر علوان

كل يوم اراها من شرفتي..وأنا أشرب قدح القهوة في الصباح..أو عند الأصيل وأنا أروي شجرة الياسمين..أسرتني بجمالها..يا الله الذي لا يستعصى عليك شيئا..ما هذا الحسن..ما هذا القوام الممشوق والضفيرة المجدولة الحريرية السوداء تصل حتى أردافها..وهذا الفستان الأبيض الحريري الذي عهدتها فيه..وعهدته فيها..وأنا أمسك فنجان القهوة..ورائحة البن الزكية تفعم أنفي..أراها تسير..وتسجد على أطرافها البلورية قطرات الندى..وتمر الفتيات والفتية الصغار الى جوارها ويبتسمون لها ويلوحون..وتلوح لهم برقة..وكنت اتسائل دائما من هي؟ أهي شخصية مشهورة؟ أم ماذا؟؟..وكانت تلك الغيداء الجميلة ترفع عنقها الابيض الطويل نحو شرفتي ..وتأسرني بنظرة قاتلة فترتعش من فرط حسنها أوردتي وترتجف لروعتها شراييني..ويهتز القدح في يدي..ثم تبتسم..وكأن الشمس تبتسم..وتكشف عن صفي اسنان بيضاء يكاد انعكاس بريقهما يعمي عيناي..وعلى هذا المنوال..منذ كنت طفلة..وحتى شببت عن الطوق..كنت أظنها شبح لأمرأة ما..او ربما جنية!!..لأنها تستطيع الحفاظ على هذا الجمال والشباب والسحر دائما..وهذا الثوب الابيض الدي تأبى التخلي عنه يزيد في نفسي مئات الأسئلة..ولا أستطيع أن أغفل يوما عن رؤياها..كم من المرات تأخرت عن عملي وانا أنسى نفسي متأملة في حسنها..وفي يوم وكعادتي..وجالسة على كرسي الهزاز..وقدح القهوة في يدي وتنظر لي وتبتسم..اذ بغريب يعترض طريقها..فتخلق في عينيها نظرة خوف; كنظرة هلع ارتسمت في عينا غزال شارد رئي فوهة بندقية صياد..واستربت من الموقف..وكنت أبتلع ريقي بصعوبة..ورغم تحرشه بها ورغبته في أذيتها ألا أنها نظرت له نظرة غريبة..حتى أني كدت أن  أرى عيناه تخرج من وجهه من فرط الهلع!!..ومر الموقف..وتنفست الصعداء..ولمت نفسي بشدة أني لم أنزل لأنقاذها..وعلمت بيني وبين نفسي الجبانة أني اخشى على ذاتي شر الغريب..ومرت الأيام والحال كما هو الحال..أراها بكرة..وأصيلا..تفتنني بجمالها..ونسيت موضوع الغريب الذي أراد التحرش بها..وأظن أنها كمان نسيته..
وفي يوم وأنا أشرب قدح القهوة اذ بمجموعة من الغرباء يلتفوا حولها!!..فأنتفضت من مقعدي ..وسقط القدح من يدي على قدمي..ولم أبالي بألم الحرق من فرط الفزع..وفي ثوان كان هدفهم فك ضفيرتها المجدولة!!..فكوها وتناثرت خصلات شعرها الأسود الفاحم..كأنه يطلب الغوث..وركلات من أناس ليسوا بأناس وصفعات على وجهها..!! ورعب وهلع وصراخها شلني و أصمني و أعماني وأخرسني..ومزقوا الثوب وبانت عورتها..!! هنا شهقت من فرط شناعة المنظر..وجريت مهرولة..ناسية حتى حذائي..حافية هرولت نحوها..فرأيت بأم عيني الويل...الويل..كانوا يغتصبوا أمام الجموع!!..وهي تصرخ..وأنا اصرخ..ويغتصبوها بوحشية..وأنا ألطم على وجهي..انادي طلبا للنجدة ولكن لا أعلم من هي حتى أنادي أن ينجدوها..ثم تركوها فرين..وجرى خلف المغتصبون المتجمهرون..وبصقت عليهم..أيجرون خلفهم بعدما نهشوها؟؟ وجلست على ركبتاي..وفككت عن رأسي طرحتي لأستر عورتها!!..وبكيت بكيت حتى كاد يتقرح جفناي..ورأيت عيناها تغيب نحو الا وعي..وأخذت اضربها بخفة على وجنتيها عساها تفيق..ودمائها يغطي يداي..وأنا اهمس لها: من أنت؟ قولي لي..أين أهلك؟؟ أين؟؟ قولي لي ما اسمك..اريحي قلبي..اسمك؟؟ قالت ويدها ملوثة بالدماء..وهي تحتل وجهي بنظرتها النهمة المكسورة..أسمي..أسمي..أسمي(مصر)...ثم لفظت أنفاسها بين يدي......!!!!!!!!!   بقلم سمر علوان

الاثنين، 21 نوفمبر 2011

سوق السمك...بقلم سمر علوان

كنت اليوم اشتري (أكلة سمك مشوي) من سوق السمك..وأنا عند بائع السمك وقفت أرمق السمك واتأمله بشكل غريب..ورأيت البائع يصنف ثمنه حسب الأكبر فاللأصغر..رأيت السمك الكبير..غالي الثمن..وهنا تذكرت (اشباه النخبة)..ثم رأيت السمك الصغير وتذكرت (الشعب)!!..تذكرته تحديدا عندما رأيت العامل ينظف سمكة كبيرة وفتح بطنها ليجد في احشائها احد السمك الصغير!!
اننا اصبحنا في سوق سمك كبير يا أعزائي..الى متى اشباه النخبة ستظل تبني مجدها على احلام الشعب البرئ الذي لا يأمل سوى في حياة مستقرة وعيشة طيبة؟..الى متى هذه الوعود المطاطية؟ والمتاجرة بأحلام البسطاء؟؟ ..قطع حبل افكاري صوت البائع وهو يسألني اي نوع من الأسماك سأشتري؟؟ فأخترت السمك الكبير لأكله متشفيه!! واوهم نفسي بأني قضيت على النخبة!! فطلبت من البائع ثلاث كيلو جرامات من السمك الكبير..هنا ضحك البائع ليكشف عن اسنان نخرة بفعل المعسل قائلا:أنتي يا أنسة أول مرة تشتري سمك؟ السمك الكبير ده بايت وأنا براعي ضميري..هرميه..ومسك سمكه ليقربها من انفي قائلا:شمي رحته مش اد كدة..وتعجبت من جرأة البائع وحرصه على أن أخذ السمك الطازج..شكرته واستدرت لأبحث عند بائع أخر فناداني البائع: يا آنسة..فألتفت له عائدة..وقال لي: خدي من السمك ده..وأشار بأصبعه نحو السمك الصغير..وقال لي بثقة..لعلمك الصغير اللي مستهينة بيه ده فيه الخير كله..ولسة صابح وزي الفل..خديه يا بنتي وعلى ضمانتي..ولا انتي ناوية تاخدي من السمك الأي كلاااااااام؟؟!!!....بقلم سمر علوان.

أنا والطفلة المتوحدة..بقلم سمر علوان

لا أعلم لماذا خطر لي أن أكتب هذا الموقف؛ فهو لا يفارق ذهني أبدا...في يوم كنت مع أمي عند الطبيب ؛ولفت نظري أم معها طفلتها وكان يشوب الطفلة طابع غريب؛وكانت تترك يد أمها وتجري نحوي وتمسك كفاي؛ وكادت الأم تموت خجلا؛ فهونت عليها وسألتها عن اسم طفلتها؛فأجابتني:فريدة؛وأخبرتني عن أصابتها بالتوحد؛وعن عمرها وهو خمس سنوات؛ وكانت الطفلة المسكينة مصابة بأرتفاع بكهرباء المخ فأثرت عليها فهي لا تتكلم! وتمزق قلبي أكثر عليها؛وكعادة المتوحدين؛اجدها فجأة تضحك ملئ قلبها دون سبب ؛فأبتسم لها فتفرح وتجري نحوي؛والله رغم ان عام مر على هذا الحدث؛عندما أغمض عيني وأتذكرها؛أشعر بأصابعها الصغيرة الرقيقة تشد على أصابعي؛فيقشعر جسدي؛ أتذكر نظراتها و حملقتها في وجهي؛ واتذكر نفسي جيدا وملابسي؛اتذكر كيف كنت ارفع شعري من الجانبين و ألبس ذلك القميص الكاروهات فكان بي بصمة طفولية؛اتذكرعيناها الزرقاوان؛وشعرها الأشقر المعقوص؛اذكر ومازلت اتسائل لماذا كانت تشد على يدي بقوة عندما كانت تمسكها؛كانت الأم تحاول أبعادها وردعها؛فنالت من ابنتها مالذ وطاب من الرفس و الصراخ! ثم رجعت لي فريدة ناظرة لي و تمسك شعري و تلمس وجهي و فجأة نطقت فريدة الفتاة المتوحدة كلمة واحدة:(أوطة)! وتعني(قطة) باللغة العربية الفصحى! فأذا بأمها تحملها و تمطرها قبلات و تبكي الأم بشدة؛وقالت بهستريا:فريدة اتكلمت !أول مرة تتكلم! وظلت فريدة تردد:أوطة؛أوطة؛ وهي تنظر لي؛وأمها تبكي فرحا؛وأنا مثل الصنم شلتني الصدمة! لماذا نطقتي يا ايتها المتوحدة الأن؟ وبعد خمسة أعوام؟ما السر يا فريدة؟ ولماذا لم تقولي بابا أو ماما كأول كلمة كعادة الأطفال؟ ما سر كلمة "أوطة"؟ خرجت من العيادة ومازالت صرخات الفتاة المتوحدة في أذني حتى الأن؛ و هي تريد أن تمشى معي؛ مازالت صرخاتها تتبعني؛وكلمتها ترن في أذني أتذكرها و هي تنساب من بين شفتيها الورديتان الرقيقتان و العينان الزرقوان يكادا يخرجا من حجرتيهما من فرط نظرتها لي؛ أوطة؛أوطة؛أوطة؟لماذا قلتي قطة ايتها المتوحدة؟ ما السر يا فريدة؟ما السر؟!..بقلم سمر علوان

الأحد، 20 نوفمبر 2011

ايها الطفل العربي,,سامحني!!...بقلم سمر علوان..


ايها الطفل العربي..اني اعتذر!! ..ليتك تقبل اعتذاري...انت ايها الأسمر..لاتنظر لي هذه النظرة..نظرتك كماء نار تحرق بها جسدي..وان تحملها جسدي فلن يتحملها قلبي..ااااااه يا ايها الصومالي الاسمر الجميل..نعم جميل..اراك جميل..فما ارى منك غير عظاما لكنك جميل..اعلم ان كلماتي لن تطعمك..لن تشبعك..لكن سامحني! سامح عجزي! سامحني لاني امسك ملعقتي كل يوم واكل واملئ معدتي وانت لا تعرف اصلا شكل الملعقة!! سامحني..وانت ايها الوجه الابيض المعفر...انت ايها الفلسطيني العنيد..سامحني..سامح يداي الخاليتين من الحجارة لاقذفها على القتلة..سامح عجزي..وسامح كلماتي المنمقة القاسية..سامح كلماتي الجافة كالحجارة..فهي حجارة لا تصيب..لا تفيد!!!!! وانت يا حزين الروح..ياذو وجه كان صبوح..وانت ايها العراقي..كفاك صراخا..ارحمني..اهو من جوع..ام من عطش..ام من يتم!! ليتك يتيم يا ولدي خير من الا تعرف من اباك من وسط جنود الاحتلال!!!!!!! وانت ايها الاشقر..سامحني..ايها السوري الوسيم..نظرتك تشعرني اني لست عربية من الاساس!! فانا لو عربية ما تركت تلك النظرة على عيناك..سامحني..مالي لا ارى ملامحك العذبة من فرط الدماء على وجهك الصغير..دعني اغمض عيناك لتموت في سلام..لا تمت وعيناك متفتحتان بهذه الطريقة..ورغم انك ميت اعلم انك تسمعني..ورغم اني اغلقت عيناك وامشي..مازالت نظراتك تخترق عنقي...ايها الطفل العربي...سامحني!!!!......بقلم سمر علوان

السبت، 19 نوفمبر 2011

صاصا وبيشو..بقلم سمر علوان

عيل رخم!
..وحياة امي ما رخم غيرك!
..طب نزل ايدك من على التي شيرت.
..عبارات شد وجذب دائما بين  مصطفى و بيشوي..تنتهي عادة  بالمصالحة!! كانا مهما يتشاحنان الا انهما يعودان لادراجهما ولا عجب فهما اصدقاء وجيران...تسكن عائلة بيشوي في الشقة التي تقابل شقة مصطفى..كانا يعيشان في هناء لا يعكر صفو حياتهم سوى المشاحنات العادية بين اي اصدقاء او جيران..
واد يا بشوي؟؟
بيشو؟؟
انت ياض؟؟؟؟ هكذا هتف مصطفى وهو ينزع الغطاء من على صديقه بيشوي..ينتفض بيشوي من على السرير اشعث الشعر قائلا:والمسيح الحي انت انسان مقرف حسبي الله ونعم الوكيل فيك!! ويضحكان...ويكمل بيشو او بيشوي..عايز ايه يا وش الاذية عالصبح؟؟
فاجابه مصطفى:الاجتماع انهاردة
..فانتفض بيشوي ليضع يده على شفاه مصطفى قالا:الله يهدك يا بعيد سمعت الحي..لازم طوب الارض يعرف !!
فاجاب مصطفى:انت عيل سيس وجبان.
.بيشوي:انا سيس !!يعني لازم طوب الارض يعرف اننا نازلين مظاهرة في التحرير ما تكتب ورقة وتعلقها على صدرك احسن
...مصطفى:جبان!
بيشوي:طب لم نفسك..
مصطفى:ليه شايفني مبعتر انت اصلا بارد
...بيشوي:انت الي بارد!!
انا بردو اللي بارد!!!!!!! انا جزمة اني اعرف واحد زيك يا تافه يا جبان
..وخرج مصطفى من شقة بيشوي غاضبا..ساعة مرت ومصطفى يمشي في حجرته كالنمر الحبيس..ثم جلس على حافة السرير واتصل بالتليفون فاجابه صوت بيشوي ب:الو؟
 فقال له مصطفى:لبست يا حيوان؟انجز
..ضحك بيشوي قائلا:أيوة لبست..يحرق دي صحوبية!!!
كانا مصطفى وبيشوي و رامي وهبه و اسماعيل عز و نجوى زيدان و مينا بطرس و عبد الله سيد اصدقاء شاركوا عمل ثورة ال 25 من يناير..وشعروا بقيمتهم عندما خلع مبارك وشعروا انهم انسلخوا عن قيد الظلم البغيض.
..ولولولولولوولولي....ايه ده زغاريط في العمارة من امتى يا حسرة؟؟ هكذا تسائلت ام مصطفى؟؟ وعقبت ده باين من عند الست ام بيشوي روح يا واد يا صاصا اتقص كده جتك نيلة..طرق مصطفى باب صديقه..ليقابل وجه ام بيشوي الابيض الممتلأ بالفرح..تعالى يا صاصا الواد بيشو هيخطب الاحد الجاي!! هنا جرى مصطفى وفتح باب حجرة بيشوي بعنف قائلا: مش قولتلك جبان!! هتعملها اخيرا يا ابن الكلب البت خللت جمبك!! واحتضنه بقوة ..بعنف وهنا قال بيشو:ايه القرف ده..انت نفيت ياض على قفايا!! وابعد مصطفى عن حضنه ليرى دمعه هو من لمس رقبته!! يااااه للدرجة دي يا مصطفى؟؟.
كان لحادث كنيسة امبابة اصداء سلبية في نفوس المسلمين والمسيحيين..كان مصطفى يجلس ياكل بذور اللب, وبيشوي جالسا الى جواره ينقر يد الكنبة باصابعه..قطع بيشوي الصمت قائلا:مكنلوش اي تلاتين لازمة الي المسلميين عملوه ده!! هنا رفع مصطفى حاجبيه مندهشا وقال لبيشوي:نعم يا خويا؟؟ مالك بتقولها باشمئزاز كده؟؟..لان الي حصل فعلا يا مصطفى يجيب اشمئزاز يجيب كل حاجة وحشة المسلمين دول...هنا قاطعه مصطفى:لا..المرة دي كفاية يا بيشوي..عشان متبوظش الدنيا اكتر من كده! وخرج مصطفى من شقة صديقه وعاد لمنزله محبطا حزينا..حزينا على كل شئ عما حدث للكنيسة وللمصريين في امبابة ..ومقهورا عن رأي صديق عمره فيما حدث..كان مستعد ان يتقبل هذا الكلام من اي انسان الا من بيشوي..لم يوجعه الكلام بل وجعه قائله!! لا يعلم مصطفى لماذا كان هذا اخر حديثه مع بيشوي..انهما تعودا على مشاحنات اكثر من هذه..وكان صوت شجارهما يصل للقاصي والداني..ايام مرت لتصب في جدول الزمن شهورا....كان لحادث المضيفة التي تحولت كنيسة وهدمت وما اعقبه من كوارث شرارة اوقدت نار حادث امبابة التي كانت بدأت تخبو..
اصبحت علاقة الاسرتين سيئة شجار على اسباب تافهه..تحولا من( نحن) الى( احنا وانتم)...وفي يوم قرر مصطفى ان يكلم بيشوي خاصة بعدما علم ان فرحه بعد اسبوع..كان بعده عن بيشو غصة في صدره لا يهدء المها..وطرق مصطفى باب بيشوي ليتفاجئ بابيه قائلا:عايز ايه مش كفاية الي بيحصل حرام بقى..جملة حادة دون سبب!! في هذا الوقت كان والد مصطفى عائد من المنزل ليسمع صياح ابو بيشوي..فقال له:انت اتجننت ازاي تكلمه كده..ابو بيشوي:ابنك الي جاي يتلزق في ابني..و و و ..ثم صرخ في وجه مصطفى قائلا بيشوي خرج مع اخواته في الكنيسة المظاهرة الصليب هيفضل مرفوع دايما!!..
راجل غبي هكذا قال ابو مصطفى لولده وهم يدخلون الشقة..اغلق مصطفى عليه حجرته واخذ يفكر في قلق و يقضم اظافره..وفجأة بدل ملابسه في طريقه لمسبيرو!!
كانت الهتافات عالية وصوت اطلاق اعيره ناريه يصم الاذان من افراد اصبح مجهول معرفة حقيقتهم تحديدا..وهنا رئاه بمعجزة!..كان بيشوي يمسك صليبا ويقف على سيارة ويهتف باسمه نحو الثوار..صعق مصطفى للمنظر وجرى عليه مخترقا الحشود يرجوه أن يأتي معه ..فصرخ بيشوي قائلا:ملكش دعوة يا مصطفى..امشي من هنا..يا بيشوي حرام عليك كفاية !هكذا توسل مصطفى..
..فادمعت عين بيشوي وقال بحسرة :مين الي كفاية يا صحبي؟؟؟
طرق بيشوي باب منزله..ففتحت له امه لترى الدماء تغطي ملابس ابنها ويداه!!!!! ..فكاد يغشى عليها..واخذت تلثمه وتفحصه بنهم لترى جروحه..كان وجه بيشوي كوجه الصنم لا يوجد اي تعبير عليه:سالته امه..انت كويس رد يا بشوي..متعور فين؟؟.دم ايه ده..؟؟؟؟ هنا نطق بيشوي اخيرا: ده دم مصطفى!!! مات يا امي!!    بقلم سمر  علوان

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

الوليف المهجور..بقلم سمر علوان

عندما يبعث ذلك العصفور الاحمر زقزقة عالية لا تظن انه الغناء..فربما هو حنين للوطن..او حنين لوليفه المهجور..كان من المنطق أن يأخذه معه..ولكنه طار وحيدا..طار بعيدا..ليرسى على شاطئ البعد والفراق حيث التطهر من حب اجباري مازال اجباري..يوهم نفسه أنه موسم الهجرة مع انه لم يأت الآوان للسفر..وربما يستطيع الا يسافر..ولكنه أراد أن يخلق من نفسه كائن جديد..يبعد عن الواقع..بل يهرب من الواقع..
وذلك الوليف المهجور المقهور.. يبحث عن وطنه في وطنه فحبيبه كان له وطن..بعد العصفور عن وطنه.. وترك وليفه ايضا في غربة!! .حتى حبوب القمح مرة..بل ناشفة لايستطيع أكلها تقف في حلقه فتصيبه بغصه...اهي غصة قمح جاف خشن؟؟..ام غصة ألم فراق الأحبة؟؟
والريش الأحمر له ستار فدموعه تنزل دمائا..فيكون له الريش سترا..وينفض عن نفسه الألم ويوهم نفسه أنه بخير..ويوهم عيناه أنها ليست دموع بل تطهيرا للذات في تأمل الملكوت..ويطير يبحث عن هدف بأستماته لا يعرفه ولكنه يبحث..ويساعد الطيور المغتربة في بناء اعشاشها..وتشكره الطيور..ويبيت هو وحيدا في العراء..عراء الغربة الموحشة..ويقف على غصن جاف يسمع عتاب تحمله النسمات..فيوهم نفسه انه صوت الرياح ..ويطير ويضرب الهواء بجناحيه بعنف ليشطر رسائل النسمات انصافا انصافا..ثم يقف مستريحا على غصن اكثر جفافا ويسمع زقزقة الوليف المعاتبة..فيقرر الهجرة لمكان أخر..وهو يعلم أن الرسائل ستبعثها النسمات مرة أخرى.. لكنه يعاند..!!   بقلم سمر علوان

العرض..بقلم سمر علوان

وذلك (العرض)..بوضع كسرة تحت حرف العين..اصبح (عرض) بوضع فتحة فوق العين..عرض مرح يلهو فيه الساكرون..وليس كل ساكر من يشرب الخمر..فالبعض يسكر تحت وطئ كأس الثرثرة..والبعض يسكر تحت أسر كأس الفضفضة..ولا يعبؤون بالأعراض التي يدنسون قدسيتها..
وتلك الفتاة صاحبة الفيثارة..تعزف لنفسها حتى لاتموت مللا..وتغني بصوت عال..لا تباهيا بحسنه..ولكنها مثل الذي يغني في الظلام طردا للفزع..وتجرجر قدميها نحو طريق الوحدة..وذلك الطاووس الأعظم..ينظرها بأحتقار ويمسح قدميها العاريتين بنظرات الاستحقار..معتقدا انها تغري الرجال..ولا يعلم أنها تغري الأشواك عل شوكة سامة ترحمها..وتعزف للطاووس..ويستحسن العزف..ويفرد ذيله ذو الريش الساحر..فيضرب به نسمات باردة تلمس وجهها فتعزف بأمل نحو رضاه..وتعزف بحماس عل اللعنة تنفك من عليه ..وحلم البسمه على شفتيه يراوضها فتعزف من اجل فك اللعنة..وعيناه تطلب منها ان تتحمل..وان تصبر ..وان تعزف...تعزف...تعزف..وتعزف بحماس وتمسح انفها الذي يسيل حماسا وتعبا في ظهر كفها..وتصلي الله في قلبها..تصلي أن تلاقي الاستحسان..وتعزف للحلم..حلم الصقفة..والتقدير,,وتحتشد الطيور حول اللحن الخلاب..ويصيح الطاووس فيطيرون بعيدا..ويقترب من الفيثارة ..من الفتاة..ويرمقها بنظرة البرود ..ويتحقق الحلم..وتفك اللعنة..وترتسم على شفتيه بسمة..ولكنها بسمة سخرية..بسمة اشمئزاز منها..تلك الغناء..تلك العازفة..عارية القدمين..وتكتشف الحقيقة..بعد أن تسمع نعيق الطواويس عليها سخرية..بعدما علمت أن الطاووس كان يغزل من عرضها..عرض للمشاهدة..وتكتشف أنه كان ينثر الحان عزفها بين الاصدقاء..ولا يحترم قدسيتها..ويهم أحد الاصدقاء بسرد الالحان المشوههة بدم الاغتصاب..يسرده بابتذال ويعايرها..ويفضحها..وتنظر للطاووس بعد فك اللعنة..بل تنظر للأمير تستجديه أن يجعل صديقه يرحمها..يستر الحانها القدسية..يستر عرضها ويستر قدميها العاريتين..ويرحل الامير بكبرياء..بعد أن فكت اللعنة..وبعد أن تغيرت نظرته للعازفة..وبعد نظرته لقدميها وبصقه عليها..لترحل في طريق العذاب تستجدي الشوكة السامة في الطرقات تريحها من عذابها..وتجلس من جديد تعزف لألامها..وتجلس لتعزف لعرضها المغتصب..والأمير يسمع العزف في روحه يناجيه..وهي تعزف بعنف عله يسمعه..عل صوت العزف يرن في أذنيه من خلال ضميره فيبحث عنها..ويعود..ويعتذر..ويقول سامحيني كبريائي قتلني..فتعزف له..وتنظر له..وتقول له بعد صمت طويل: لن اكف عن العزف لك..فأنت لم تعرف من أنا..أنا من خلقت لأعيش لأعزف لك..وليس للطيور..وأحب أن أقول لك..أن لا أحد عرف سر اللعنة..وسترتك..وحفظتك..وخلقت من الحاني هالة مغناطيسية حتى يبتعدون عن الخوض في اسرارك..في افكارك..اطمئن فلن أعزف لأحد من أجل العرض بفتح العين..فأنا اعشقك وأصون العرض بكسر العين...والأن هل تعتذر عن كسر روح الفيثارة المخلصة..ام تعتذر نيابة عن الصديق الفضاح..؟؟
يا عازفة الفيثارة..أعزفي لروحك الطاهرة فهي تستحق أن تعزفي من أجلها..
فتجيبه:كلمات خائبة..ولأن هل ستجلب الاصحاب لمشاهدة العرض؟؟ ولكن بفتح حرف العين  ام بكسره أيها الأمير الذكي؟؟؟؟ بقلم سمر علوان  
.

الخميس، 17 نوفمبر 2011

جيل التسعينات وسنينه..بقلم سمر علوان

جالسة اذوب في كلمات ديوان لاحمد مطر..فأذا بأبنة خالتي الصغيرة..تدخل الحجرة ويشوب وجهها الصغير لمسة من الحزن..فنحيت الديوان جانبا وسألتها: مالك يا"مشمشة"؟؟ فتنهدت بقوة وحكت لي انها تعاني مشاكل مع حبيبها!!!! فانتفضت من مكاني عشر امتار وكأني قط سكبت عليه دلوا من الماء الثلج وسألتها بهلع:حبيبك؟؟؟؟؟!!!!! وحكت لي عن قصة حبها المشتعلة و.. و ..و.. و ...وهلعت! يا ألهي! انا لا اصدق! ذات الخامسة عشر ربيعا ساقطة في قصة حب حتى النخاع..!! لا لا لا..انها طفلتي! طفلتي انا! ولدت على يدي كما يقولون! وسألتها برعب:وهو عنده كام سنة؟؟ قالت لي:22 سنة!! ايها الوغد! من هذا اللعين الذي جاء ليسرق طفلتي مني! وشعرت بشرارة الغيظ تشتعل في قلبي..وشعرت اني لو رأيته في هذه اللحظة لفقأت عينيه بأصابعي!!! فهونت عليها..وقولت لها: يا حبيبتي ركزي في مذاكرتك انتي في ثانوي .وتابعت بحنان مفتعل وانا اقاوم رغبة في خنقها..:بصي لو حصل اي مشكلة في حياتك تعالي احكيلي..وابتسمت بعذوبة:حاضر..! حبيبها!!!!!!! وحاولت ان ادفن وجهي في ديوان احمد مطر وانا امضغ ذاتي!..وتابعت المراهقة الصغيرة  في حكايات و و و..واشياء كان ما كان لي ان افتح فمي كالبلهاء ..واستمع منها والبلاهة تكسو ملامحي!! وعن رغبتها في دخول معهد الفنون المسرحية و ...و..و !فلم اتمالك نفسي و صحت بوجهها:نعممممم مسرح ايه يا هانم!! اتجننتني! عايزة تجيببلنا فضيحة! احنا عائلتنا مهندسين و رتب وتقولي مسرح! فما كان منها ان قالت ببرود: انتي قديمة اوي يا سمر واسلوبك "اكلاشيه مفتعل".....!!!!! يا الهي..! يا جيل التسعينات ارحمني!! ما هذا الجيل..ما هذه الطريقة اللعينة في التفكير!! وكلما حكت اكثر..كلما خفتت الالوان من حولي لتستحيل الى الابيض والاسود..وتسود من حولها هالة من الالوان "الديجيتال"...وسألتني:عندك اغاني جديدة على الموبايل..فأجبت بكل كبرياء :ايوة عايزة فريد ولا ام كلثوم ولا...وقاطعتني:ايه دددددده!!!! ايه الي بتقوليه دددددده!!! واحمر وجهي خجلا وسألتها بسذاجه:امال انتي عايزة ايه يا فندم؟؟ قالت لي :عندك سومة!!ايه؟؟ طب نسمة؟؟مييييين؟؟؟ ثم في نفاذ صبر:عندك محمد عدوية؟؟فقلت بأباء وشمم:ايوة طبعا عندي يا "بنت السلطان"..فكادت تسقط ارضا من الضحك!! بقولك محمد عدوية مش احمد!! اقصد ابنه!! فهلعت وسألتها بغباء:ليه وهو ابنه بيغني!!!!!ماشاء الله؟؟؟ فصمتت ونظرت لي اشفاقا..ومسكت ديوان احمد مطر قائلة لي:كل ده كتاااااااب ايه ده؟؟؟ فقلت بزهو:ده ديوان لاحمد مطر؟؟ فسألت باستحقار:مين بقى احمد مطر ده!! كدت ابكي حسرة على جيل التسعينات!! فأجبتاها بسخرية:ده بقى الجو بتاعي! فنظرت لصورة احمد مطر وتكاد تقفز من الفرحة:اللللللله حبيبك قمر يا سمر !! ده مشهور على كده بقى وعامل كتاب!! ايوة يا عاااااام!!! وكادت عيناي تخرج من حجريتهما وانا انظر لها في هلع!! واكاد اموت غيظا..لا يا حبي انا احب احمد مطر برده!! انا حبيبي فاروق جويدة؟؟فتربعت على السرير وسألتني بنهم:وده شغال ايه؟؟ هيتقدملك قريب؟؟ كاد يغشى علي: وقولت لها وانا اكادالفظ انفاسي..خدي يا مشمشة هاتيلي الدوا ده من الصيدلية..فتسائلت:بتاع ايه ده؟؟ فأجبتها: ده دواء الضغط الي باخده في الحالات الحرجة!!..رفعت كتفيها بلا مبلاه وفتحت باب الحجرة وقبل ان تخرج قالت لي وهي تغمز بعينها:اما اجي تحكيلي حكاية الجو بقى لازم اعرف حكاية فاروق جويدة دي!!!!!!!!! ..سمر علوان

الطفلة والفستان الابيض..بقلم سمر علوان

انظر اليها بحزم ان تتابع المشي..هي عاشقة لان تقف وتتفرج على الوجهات الزجاجية للمحلات..وتغافلني وتلمس باصبعها الواجهة فاريد ان اضربها على يدها فلا استطيع..واقف متململة..ارجوها ب(هيا)..فهي تعشق الدمى والالعاب الملونة وتنبهر بها..ورغم اني في اوقات كثيرة اشعر بالملل من افعالها الطفولية..الا اني لا استطيع ان امنع انبهارها بالالعاب والوان والاشياء فاتركها لانبهارها..وعندما تفرغ من المشاهدة ولمس الدمى والعرائس بيديها خيفة من وراء البائع ..اخذها ونتابع طريقنا..وفجأة ارى في واجهة محل فستان ابيض ذو ذيل طويل..فستان يرصعه جماله..كم هو جميل..وترفع رأسها الصغير وتنظر لي قائلة:ما هذا؟!! انا صغيرة على هذا الفستان..مقاسه كبير علي..فأجبتها:هو لي..سكتت وشحب وجهها..وقالت بذكاء:انا اعلم انه فستان زفاف..هل ستتزوجي وتتركيني!! وقبل ان تبكي..لحقت دموعها..قائلة:انظري لانعكاسي في الواجهة الزجاجية..كم كبرت..نضجت..شببت عن الطوق..من هذه الشابة الطويلة البيضاء ذات الشعر المموج الغجري؟؟ ضحكت الصغيرة:انها انا..فنظرت لها ساخرة:بل انا يا عنيدة...ضحكت حتى ادمعت..قلت لكي هي انا..بل انا...انا....بل انا...وفي النهاية بل نحن الاثتنين!!...صمتت الصغيرة..واخذت احملق في وجهها المألوف في الواجهه الزجاجية..وارى بسمتها العذبة..وهذه الضفيرة الحريرية المجدولة...كم هو جميل فستانها الوردي..ودميتها مشعثة الشعر التي لا تريد ان تفارقها...رايتها تنظر لي مبتسمه بشكل غير مباشر عبر واجهة المحل الزجاجية..ابتسامتها الطفولية الرقيقة..ثم وانا اراقبها..شعرت ان بها شئ غريب...اين وضعت تلك الشقية دميتها؟؟ ماهذا؟؟ما هذا الحذاء الاسود!! يا الهي! ايتها الشقية المجنونة! كيف لها ان تمشي بكعب بهذا العلو..متى فكت الشقية ضفيرتها المجدولة...؟؟ لماذا تصمم دائما ان تصفف شعرها بهذه الطريقة؟؟ طريقة الشعر الغجري الحر...تنهدت ملئ قلبي..وتابعت طريقي وحيدة...يا ايتها الطفلة الشقية تركتيني لبلوغي ومسؤليته!!!!...خفتي ان تقيسي فستان الزفاف!!!..مازلتي ترفضي الاعتراف بأنك صرتي عروسة...!! ودخلت بحركة جنونية لاجرب الفستان الابيض..ووجدت نفسي فائقة الجمال...واغمضت عيني وتخيلت حبيبي يعانق ذراعي فأقشعر جسدي..فتحت عيناي وانا منبهرة بذاتي..وسمعت الطفلة الصغيرة تقول: غريبة..لم اكن اعلم انه مقاسي!!!!!!!! بقلم سمر علوان

خالتي اللتاتة..بقلم سمر علوان

المهم يا ستي الواد"ريدج" قال للبت "بروك" انه بيحبها..قوم ايييه ال...ابوووووس ايدك يا طنط "فيفي" مسلسل الجرئ والجميلة ده انا مش متبعااااااه..هكذا توسلت لجارتي التي تصمم وتصر ان تحكي لي الحلقة رقم 98989 من المسلسل الابدي الجرئ والجميلة(ذا بولد اند ذا بيوتيفول)...الذي اذكر ان امي كانت تتابعه منذ ان كان عمري خمس سنوات!! المهم يا بت يا سمر الواد"ثورن" قال للولية..يااااااا طنط..يا حبيبتي والست الطاهرة مامتبعاه..عارفة انا لو متبعاه كنت هخليكي تحكيهولي...ولا يرتاح ل فيفي بال دون ان تحكي لي حلقة المسلسل الأبدي!!
رغما ان الله وعدني بجارة تعشق الثرثرة و الرغي واللت والغيبة والنميمة..الا انني كنت اظبط نفسي في بعض الاحيان اتشوق لمعرفة اخر اخبار الجيران منها..فلا عجب فهي تسكن في الشقة المقابلة لي..
ان الثرثرة أمر محتمل..ولكن الغير محتمل بالمرة هو الحسد والنق والقر والنبر!! اعوذ بالله..رغم اني احب تلك المرأة الرغاية الا انني في بعض الاحيان اتسلل خيفة الا تراني "فتنشني" عين او تحكي لي الحلقة الدشليون من (كونتا كينتي).....
سمسوووووووومة...هكذا سمعت فيفي تصيح متهللة وانا اغلق باب شقتي بالمفتاح..فأستدير وانا استعيذ  بكلمات الله التامات!!
ايه ده!!! برنسيسة يا خواتي..ونبي برنسية..هكذا قالت طنط فيفي!! فاجبتها برعب:ربنا يكرمك يا طنط..فنظرت لي فجأة بترقب..البلوزة دي جديدددددددددددددددة!!! قاومت رغبة مميته في تقبيل يدها ومطالبتها بالرحمة من عيناها الخارقتان التي تفوقان قوة اشعة عينا "مازنجر"...الا بكام يا سمسم البلوزة دي:فاجيبها برعب ب200 جنيه يا طنط..يا لهوووووووووووووي200 جنيه..بس باين عليها دي باين مستورده...طب عن اذنك يا طنط اصلي مستعجلة..وقبل ان تغلق باب شقتها فأذا بنا نسمع صوت غريب وهو:اييييييييييييييييئ..نعم كما توقعتم صوت تمزق البلوزة البريئة في باب الاسانسير!! اهئ!!
رغم ان فيفي كانت تتمتع بلت ممزوج بالقر الا انها كانت شخصية عذبة الروح..حسودة و جميلة الروح..مزيج غريب ولكنها الحقيقة!!
في بعض الاحيان كان تحتلني شفقة كبيرة تجاه فيفي..فقد تركها ابنها الوحيد وسافر الى فرنسا بعد وفاة والده..لتعيش فيفي وحيده وسط عالم المسلسلات و الافلام الملون منها والابيض واسود..فلا اهل لها سوى ابنها المسافر..كانت تلك العجوز الثرثارة تثير مشاعري ففي يوم تضبطني فيه خارجة من شقتي لتأخذني في شقتها و تحكي وتثرثر وترغي..وعندما اصاب بالصداع الازلي استأذن فاجدها تمسك بيدي وتوسل في عيناها قائلة:ونبي خليكي شوية!!
ماذا تريدي ايتها العجوز الغريبة؟؟ لماذا تصرين ان تسببي لي اضطراب في مشاعري ما بين الحب والكره..التقرب والبعد..توليفة غريبة!!
وفي يوم طرقت فيفي الباب لافتح لها لاجد وجهها المتهلل فأسعد..واعتقد ان ابنها عاد من فرنسا..فأقول له:خير يا طنط؟؟...فتجيب بفرحة:مش نور ومهند اتصالحوا..!!
كنت دائما اتجنبها بعدا عن ثرثرتها الفظيعة..ولكن هي لم تكن تتجنبني بل استطيع ان اقول كانت تتربص لي!! تنتظرني لتحكي لي كارثة جديدة...
مرت ايام وارتحت فيها من فيفي ولتها..وهذا بعد ان علمت ان ابنها جاء من فرنسا..فرحت لانها اخيرا رجع لها ابنها وونيسها..ولاني فلت من لسانها ونجوت..نجوت..!!
كنت عائدة من عند صديقتي يوما لاجد صوت القرأن الكريم منبعث من عمارتنا..فالتهمت السلالم اثنان فاثنان..لأجد باب شقة فيفي مفتوحا..وابنها هشام يجلس في صالة الشقة وحيدا..وصمت يشقه القرأن الكريم..وسألته فين طنط يا هشام؟؟ فأجابني ماما ماتت يا سمر!! وهلعت!! هلعت بمعنى الكلمة!! ونظر لي ابنها قائلا والدمع يلوث منظاره الطبي: معقول يا سمر تموت بعد ما اجي بيومين؟؟ طب لو مكونتش جيت كانت هتموت وتتعفن في الشقة يا سمر؟؟ ولم اقل شئ..مصدومة..مصدومة حتى النخاع..واستدرت عائدة لبيتي دون أن اتفوه ببنت شفاه..فناداني هشام بأن انتظر:ودخل حجرة امه عائدا بصندوق كبير ثقيل  ملفوف بالورق المفضض..وقال لي:ماما كانت جيبهالك عشان عيد ميلادك بكرة..وتذكرت ان غدا عيد ميلادي وتوجعت..اخذت الصندوق و دخلت غرفتي صامتة..
جلست على حافة السرير اشعر بدوي الصمت ممزوج بصوت القرأن منبعث من شقة فيفي..وبفضول ويد مرتجفة فتحت الصندوق لاستطلع ما اخر هدية من فيفي,,,فتحت الصندوق عندها لم استطع ان اتمالك نفسي من البكاء بعنف...هل تعرفون ماذا كان في الصنوق الكبير؟؟ حسنا.....كان فيه شرائط فيديو لحلقات مسلسل (الجرئ والجميلة) كاملة....بقلم سمر علوان