كل يوم اراها من شرفتي..وأنا أشرب قدح القهوة في الصباح..أو عند الأصيل وأنا أروي شجرة الياسمين..أسرتني بجمالها..يا الله الذي لا يستعصى عليك شيئا..ما هذا الحسن..ما هذا القوام الممشوق والضفيرة المجدولة الحريرية السوداء تصل حتى أردافها..وهذا الفستان الأبيض الحريري الذي عهدتها فيه..وعهدته فيها..وأنا أمسك فنجان القهوة..ورائحة البن الزكية تفعم أنفي..أراها تسير..وتسجد على أطرافها البلورية قطرات الندى..وتمر الفتيات والفتية الصغار الى جوارها ويبتسمون لها ويلوحون..وتلوح لهم برقة..وكنت اتسائل دائما من هي؟ أهي شخصية مشهورة؟ أم ماذا؟؟..وكانت تلك الغيداء الجميلة ترفع عنقها الابيض الطويل نحو شرفتي ..وتأسرني بنظرة قاتلة فترتعش من فرط حسنها أوردتي وترتجف لروعتها شراييني..ويهتز القدح في يدي..ثم تبتسم..وكأن الشمس تبتسم..وتكشف عن صفي اسنان بيضاء يكاد انعكاس بريقهما يعمي عيناي..وعلى هذا المنوال..منذ كنت طفلة..وحتى شببت عن الطوق..كنت أظنها شبح لأمرأة ما..او ربما جنية!!..لأنها تستطيع الحفاظ على هذا الجمال والشباب والسحر دائما..وهذا الثوب الابيض الدي تأبى التخلي عنه يزيد في نفسي مئات الأسئلة..ولا أستطيع أن أغفل يوما عن رؤياها..كم من المرات تأخرت عن عملي وانا أنسى نفسي متأملة في حسنها..وفي يوم وكعادتي..وجالسة على كرسي الهزاز..وقدح القهوة في يدي وتنظر لي وتبتسم..اذ بغريب يعترض طريقها..فتخلق في عينيها نظرة خوف; كنظرة هلع ارتسمت في عينا غزال شارد رئي فوهة بندقية صياد..واستربت من الموقف..وكنت أبتلع ريقي بصعوبة..ورغم تحرشه بها ورغبته في أذيتها ألا أنها نظرت له نظرة غريبة..حتى أني كدت أن أرى عيناه تخرج من وجهه من فرط الهلع!!..ومر الموقف..وتنفست الصعداء..ولمت نفسي بشدة أني لم أنزل لأنقاذها..وعلمت بيني وبين نفسي الجبانة أني اخشى على ذاتي شر الغريب..ومرت الأيام والحال كما هو الحال..أراها بكرة..وأصيلا..تفتنني بجمالها..ونسيت موضوع الغريب الذي أراد التحرش بها..وأظن أنها كمان نسيته..
وفي يوم وأنا أشرب قدح القهوة اذ بمجموعة من الغرباء يلتفوا حولها!!..فأنتفضت من مقعدي ..وسقط القدح من يدي على قدمي..ولم أبالي بألم الحرق من فرط الفزع..وفي ثوان كان هدفهم فك ضفيرتها المجدولة!!..فكوها وتناثرت خصلات شعرها الأسود الفاحم..كأنه يطلب الغوث..وركلات من أناس ليسوا بأناس وصفعات على وجهها..!! ورعب وهلع وصراخها شلني و أصمني و أعماني وأخرسني..ومزقوا الثوب وبانت عورتها..!! هنا شهقت من فرط شناعة المنظر..وجريت مهرولة..ناسية حتى حذائي..حافية هرولت نحوها..فرأيت بأم عيني الويل...الويل..كانوا يغتصبوا أمام الجموع!!..وهي تصرخ..وأنا اصرخ..ويغتصبوها بوحشية..وأنا ألطم على وجهي..انادي طلبا للنجدة ولكن لا أعلم من هي حتى أنادي أن ينجدوها..ثم تركوها فرين..وجرى خلف المغتصبون المتجمهرون..وبصقت عليهم..أيجرون خلفهم بعدما نهشوها؟؟ وجلست على ركبتاي..وفككت عن رأسي طرحتي لأستر عورتها!!..وبكيت بكيت حتى كاد يتقرح جفناي..ورأيت عيناها تغيب نحو الا وعي..وأخذت اضربها بخفة على وجنتيها عساها تفيق..ودمائها يغطي يداي..وأنا اهمس لها: من أنت؟ قولي لي..أين أهلك؟؟ أين؟؟ قولي لي ما اسمك..اريحي قلبي..اسمك؟؟ قالت ويدها ملوثة بالدماء..وهي تحتل وجهي بنظرتها النهمة المكسورة..أسمي..أسمي..أسمي(مصر)...ثم لفظت أنفاسها بين يدي......!!!!!!!!! بقلم سمر علوان
وفي يوم وأنا أشرب قدح القهوة اذ بمجموعة من الغرباء يلتفوا حولها!!..فأنتفضت من مقعدي ..وسقط القدح من يدي على قدمي..ولم أبالي بألم الحرق من فرط الفزع..وفي ثوان كان هدفهم فك ضفيرتها المجدولة!!..فكوها وتناثرت خصلات شعرها الأسود الفاحم..كأنه يطلب الغوث..وركلات من أناس ليسوا بأناس وصفعات على وجهها..!! ورعب وهلع وصراخها شلني و أصمني و أعماني وأخرسني..ومزقوا الثوب وبانت عورتها..!! هنا شهقت من فرط شناعة المنظر..وجريت مهرولة..ناسية حتى حذائي..حافية هرولت نحوها..فرأيت بأم عيني الويل...الويل..كانوا يغتصبوا أمام الجموع!!..وهي تصرخ..وأنا اصرخ..ويغتصبوها بوحشية..وأنا ألطم على وجهي..انادي طلبا للنجدة ولكن لا أعلم من هي حتى أنادي أن ينجدوها..ثم تركوها فرين..وجرى خلف المغتصبون المتجمهرون..وبصقت عليهم..أيجرون خلفهم بعدما نهشوها؟؟ وجلست على ركبتاي..وفككت عن رأسي طرحتي لأستر عورتها!!..وبكيت بكيت حتى كاد يتقرح جفناي..ورأيت عيناها تغيب نحو الا وعي..وأخذت اضربها بخفة على وجنتيها عساها تفيق..ودمائها يغطي يداي..وأنا اهمس لها: من أنت؟ قولي لي..أين أهلك؟؟ أين؟؟ قولي لي ما اسمك..اريحي قلبي..اسمك؟؟ قالت ويدها ملوثة بالدماء..وهي تحتل وجهي بنظرتها النهمة المكسورة..أسمي..أسمي..أسمي(مصر)...ثم لفظت أنفاسها بين يدي......!!!!!!!!! بقلم سمر علوان
هناك تعليق واحد:
حسستيني بذنب فظيع .. هو ممكن نكون للدرجة مقصرين ف حق بلدنا بالطريقة دي .. مؤثرة جدا يا سمر ... استمري ف روائعك يا سمر كما عودتينا ... بس بالراحة علينا مش كدا
إرسال تعليق