انظر اليها بحزم ان تتابع المشي..هي عاشقة لان تقف وتتفرج على الوجهات الزجاجية للمحلات..وتغافلني وتلمس باصبعها الواجهة فاريد ان اضربها على يدها فلا استطيع..واقف متململة..ارجوها ب(هيا)..فهي تعشق الدمى والالعاب الملونة وتنبهر بها..ورغم اني في اوقات كثيرة اشعر بالملل من افعالها الطفولية..الا اني لا استطيع ان امنع انبهارها بالالعاب والوان والاشياء فاتركها لانبهارها..وعندما تفرغ من المشاهدة ولمس الدمى والعرائس بيديها خيفة من وراء البائع ..اخذها ونتابع طريقنا..وفجأة ارى في واجهة محل فستان ابيض ذو ذيل طويل..فستان يرصعه جماله..كم هو جميل..وترفع رأسها الصغير وتنظر لي قائلة:ما هذا؟!! انا صغيرة على هذا الفستان..مقاسه كبير علي..فأجبتها:هو لي..سكتت وشحب وجهها..وقالت بذكاء:انا اعلم انه فستان زفاف..هل ستتزوجي وتتركيني!! وقبل ان تبكي..لحقت دموعها..قائلة:انظري لانعكاسي في الواجهة الزجاجية..كم كبرت..نضجت..شببت عن الطوق..من هذه الشابة الطويلة البيضاء ذات الشعر المموج الغجري؟؟ ضحكت الصغيرة:انها انا..فنظرت لها ساخرة:بل انا يا عنيدة...ضحكت حتى ادمعت..قلت لكي هي انا..بل انا...انا....بل انا...وفي النهاية بل نحن الاثتنين!!...صمتت الصغيرة..واخذت احملق في وجهها المألوف في الواجهه الزجاجية..وارى بسمتها العذبة..وهذه الضفيرة الحريرية المجدولة...كم هو جميل فستانها الوردي..ودميتها مشعثة الشعر التي لا تريد ان تفارقها...رايتها تنظر لي مبتسمه بشكل غير مباشر عبر واجهة المحل الزجاجية..ابتسامتها الطفولية الرقيقة..ثم وانا اراقبها..شعرت ان بها شئ غريب...اين وضعت تلك الشقية دميتها؟؟ ماهذا؟؟ما هذا الحذاء الاسود!! يا الهي! ايتها الشقية المجنونة! كيف لها ان تمشي بكعب بهذا العلو..متى فكت الشقية ضفيرتها المجدولة...؟؟ لماذا تصمم دائما ان تصفف شعرها بهذه الطريقة؟؟ طريقة الشعر الغجري الحر...تنهدت ملئ قلبي..وتابعت طريقي وحيدة...يا ايتها الطفلة الشقية تركتيني لبلوغي ومسؤليته!!!!...خفتي ان تقيسي فستان الزفاف!!!..مازلتي ترفضي الاعتراف بأنك صرتي عروسة...!! ودخلت بحركة جنونية لاجرب الفستان الابيض..ووجدت نفسي فائقة الجمال...واغمضت عيني وتخيلت حبيبي يعانق ذراعي فأقشعر جسدي..فتحت عيناي وانا منبهرة بذاتي..وسمعت الطفلة الصغيرة تقول: غريبة..لم اكن اعلم انه مقاسي!!!!!!!! بقلم سمر علوان
انشأت تلك المدونة لتكون مرآة تعكس خبراتي وأفكاري..تعبيرا عما يجول في خاطري من ايجابيات و سلبيات..أمل..تأمل..كل حافز وكل هاجس..هذه المدونة تكريما لأمي التي علمتني عشق القراءة والرسم..واهداءالى صديقة عمري أميرة الملاح التي طالما كانت معي سندا و ظهرا..والتي استفدت منها الكثير والكثير. لنمتزج معا في حروف الشجن والواقعية..الخيال و العبثية..الهزلية والكوميدية.. سمر علوان
المشاركات الشائعة
-
المهم يا ستي الواد"ريدج" قال للبت "بروك" انه بيحبها..قوم ايييه ال...ابوووووس ايدك يا طنط "فيفي" مسلسل الجرئ وا...
-
وأنت يا من كنت حبيبي وداعا,, وداعا من حياتي ولكن ليس وداعا من روحي وعقلي وذاتي..فأنت بقوة قد تركت بصمتك فيهم للأبد,,وتركت ايضا جرحا للأب...
-
كان يا مكان يا سعد يا اكرام ما يحلى الكلام الا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام..هكذا بدأت الام تحكي لابنتها الصغيرة الحكاية كان في ولد صغي...
-
. وتلك الروح الشفافة التي غلفتني بعبق الامل والحياة..وعقل عميق احاوره ويحاورني فيغلبني بفطنته ولماحته...كان اللقاء ليس كأي لقاء..انه تق...
-
حبيبي... اني كاذبة..اعترف لك اني كذبت..كذبت على نفسي عندما توهمت اني نسيتك لحظة..وعلى قلبي بقسوة ظلمت..فهذا الغبي لم يزل يحتضن ذاته عشقا...
-
الحب..ذلك الكائن الذي احتارت البشرية في تعريفه منذ بدء الخليقة..أتراه كان سبب خروج آدم من الجنة؟..نعم هو السبب,,ولكن ليس حبا في حواء عندما س...
-
قد تختلف معايير موازين القوى العالمية من فكر لاخر,,ولكن عندما نذكر بلد بقوة فأن الفكر ينصب صبا نحو القوى السياسية والاقتصادية. ان النفوذ ...
-
جفت مقلتاي من فرط البكاء..ولازالت روحي تبكي قهرا على فراقك..لا..بل تنزف عذابا ..تنزف دماء قلبي المسفوك..فتغرقني دموعا حمراء..وابكي عندها ...
-
وذلك (العرض)..بوضع كسرة تحت حرف العين..اصبح (عرض) بوضع فتحة فوق العين..عرض مرح يلهو فيه الساكرون..وليس كل ساكر من يشرب الخمر..فالبعض يسكر تح...
هناك 3 تعليقات:
جميلة جدا .. ابدعتي في تصوير علاقتنا بطفلنا الداخلي .. ملازمته لنا .. خفته , شقاوته , مرحه و بساطته , حبه لنا , و وجوب حبنا له , التصاقه بنا , و اتمايزنا عنه في نفس الوقت , يا ليتنا نعرف كيف نحبه
بل يا ليتنا نعرف نتصالح معه!
very nice..I wish if i can go back to childhood
إرسال تعليق