المشاركات الشائعة

الخميس، 17 نوفمبر 2011

الطفلة والفستان الابيض..بقلم سمر علوان

انظر اليها بحزم ان تتابع المشي..هي عاشقة لان تقف وتتفرج على الوجهات الزجاجية للمحلات..وتغافلني وتلمس باصبعها الواجهة فاريد ان اضربها على يدها فلا استطيع..واقف متململة..ارجوها ب(هيا)..فهي تعشق الدمى والالعاب الملونة وتنبهر بها..ورغم اني في اوقات كثيرة اشعر بالملل من افعالها الطفولية..الا اني لا استطيع ان امنع انبهارها بالالعاب والوان والاشياء فاتركها لانبهارها..وعندما تفرغ من المشاهدة ولمس الدمى والعرائس بيديها خيفة من وراء البائع ..اخذها ونتابع طريقنا..وفجأة ارى في واجهة محل فستان ابيض ذو ذيل طويل..فستان يرصعه جماله..كم هو جميل..وترفع رأسها الصغير وتنظر لي قائلة:ما هذا؟!! انا صغيرة على هذا الفستان..مقاسه كبير علي..فأجبتها:هو لي..سكتت وشحب وجهها..وقالت بذكاء:انا اعلم انه فستان زفاف..هل ستتزوجي وتتركيني!! وقبل ان تبكي..لحقت دموعها..قائلة:انظري لانعكاسي في الواجهة الزجاجية..كم كبرت..نضجت..شببت عن الطوق..من هذه الشابة الطويلة البيضاء ذات الشعر المموج الغجري؟؟ ضحكت الصغيرة:انها انا..فنظرت لها ساخرة:بل انا يا عنيدة...ضحكت حتى ادمعت..قلت لكي هي انا..بل انا...انا....بل انا...وفي النهاية بل نحن الاثتنين!!...صمتت الصغيرة..واخذت احملق في وجهها المألوف في الواجهه الزجاجية..وارى بسمتها العذبة..وهذه الضفيرة الحريرية المجدولة...كم هو جميل فستانها الوردي..ودميتها مشعثة الشعر التي لا تريد ان تفارقها...رايتها تنظر لي مبتسمه بشكل غير مباشر عبر واجهة المحل الزجاجية..ابتسامتها الطفولية الرقيقة..ثم وانا اراقبها..شعرت ان بها شئ غريب...اين وضعت تلك الشقية دميتها؟؟ ماهذا؟؟ما هذا الحذاء الاسود!! يا الهي! ايتها الشقية المجنونة! كيف لها ان تمشي بكعب بهذا العلو..متى فكت الشقية ضفيرتها المجدولة...؟؟ لماذا تصمم دائما ان تصفف شعرها بهذه الطريقة؟؟ طريقة الشعر الغجري الحر...تنهدت ملئ قلبي..وتابعت طريقي وحيدة...يا ايتها الطفلة الشقية تركتيني لبلوغي ومسؤليته!!!!...خفتي ان تقيسي فستان الزفاف!!!..مازلتي ترفضي الاعتراف بأنك صرتي عروسة...!! ودخلت بحركة جنونية لاجرب الفستان الابيض..ووجدت نفسي فائقة الجمال...واغمضت عيني وتخيلت حبيبي يعانق ذراعي فأقشعر جسدي..فتحت عيناي وانا منبهرة بذاتي..وسمعت الطفلة الصغيرة تقول: غريبة..لم اكن اعلم انه مقاسي!!!!!!!! بقلم سمر علوان

هناك 3 تعليقات:

مايكل نادر يقول...

جميلة جدا .. ابدعتي في تصوير علاقتنا بطفلنا الداخلي .. ملازمته لنا .. خفته , شقاوته , مرحه و بساطته , حبه لنا , و وجوب حبنا له , التصاقه بنا , و اتمايزنا عنه في نفس الوقت , يا ليتنا نعرف كيف نحبه

سمر علوان يقول...

بل يا ليتنا نعرف نتصالح معه!

mohammad. Oklahoma يقول...

very nice..I wish if i can go back to childhood