لا أعلم لماذا خطر لي أن أكتب هذا الموقف؛ فهو لا يفارق ذهني أبدا...في يوم كنت مع أمي عند الطبيب ؛ولفت نظري أم معها طفلتها وكان يشوب الطفلة طابع غريب؛وكانت تترك يد أمها وتجري نحوي وتمسك كفاي؛ وكادت الأم تموت خجلا؛ فهونت عليها وسألتها عن اسم طفلتها؛فأجابتني:فريدة؛وأخبرتني عن أصابتها بالتوحد؛وعن عمرها وهو خمس سنوات؛ وكانت الطفلة المسكينة مصابة بأرتفاع بكهرباء المخ فأثرت عليها فهي لا تتكلم! وتمزق قلبي أكثر عليها؛وكعادة المتوحدين؛اجدها فجأة تضحك ملئ قلبها دون سبب ؛فأبتسم لها فتفرح وتجري نحوي؛والله رغم ان عام مر على هذا الحدث؛عندما أغمض عيني وأتذكرها؛أشعر بأصابعها الصغيرة الرقيقة تشد على أصابعي؛فيقشعر جسدي؛ أتذكر نظراتها و حملقتها في وجهي؛ واتذكر نفسي جيدا وملابسي؛اتذكر كيف كنت ارفع شعري من الجانبين و ألبس ذلك القميص الكاروهات فكان بي بصمة طفولية؛اتذكرعيناها الزرقاوان؛وشعرها الأشقر المعقوص؛اذكر ومازلت اتسائل لماذا كانت تشد على يدي بقوة عندما كانت تمسكها؛كانت الأم تحاول أبعادها وردعها؛فنالت من ابنتها مالذ وطاب من الرفس و الصراخ! ثم رجعت لي فريدة ناظرة لي و تمسك شعري و تلمس وجهي و فجأة نطقت فريدة الفتاة المتوحدة كلمة واحدة:(أوطة)! وتعني(قطة) باللغة العربية الفصحى! فأذا بأمها تحملها و تمطرها قبلات و تبكي الأم بشدة؛وقالت بهستريا:فريدة اتكلمت !أول مرة تتكلم! وظلت فريدة تردد:أوطة؛أوطة؛ وهي تنظر لي؛وأمها تبكي فرحا؛وأنا مثل الصنم شلتني الصدمة! لماذا نطقتي يا ايتها المتوحدة الأن؟ وبعد خمسة أعوام؟ما السر يا فريدة؟ ولماذا لم تقولي بابا أو ماما كأول كلمة كعادة الأطفال؟ ما سر كلمة "أوطة"؟ خرجت من العيادة ومازالت صرخات الفتاة المتوحدة في أذني حتى الأن؛ و هي تريد أن تمشى معي؛ مازالت صرخاتها تتبعني؛وكلمتها ترن في أذني أتذكرها و هي تنساب من بين شفتيها الورديتان الرقيقتان و العينان الزرقوان يكادا يخرجا من حجرتيهما من فرط نظرتها لي؛ أوطة؛أوطة؛أوطة؟لماذا قلتي قطة ايتها المتوحدة؟ ما السر يا فريدة؟ما السر؟!..بقلم سمر علوان
انشأت تلك المدونة لتكون مرآة تعكس خبراتي وأفكاري..تعبيرا عما يجول في خاطري من ايجابيات و سلبيات..أمل..تأمل..كل حافز وكل هاجس..هذه المدونة تكريما لأمي التي علمتني عشق القراءة والرسم..واهداءالى صديقة عمري أميرة الملاح التي طالما كانت معي سندا و ظهرا..والتي استفدت منها الكثير والكثير. لنمتزج معا في حروف الشجن والواقعية..الخيال و العبثية..الهزلية والكوميدية.. سمر علوان
المشاركات الشائعة
-
المهم يا ستي الواد"ريدج" قال للبت "بروك" انه بيحبها..قوم ايييه ال...ابوووووس ايدك يا طنط "فيفي" مسلسل الجرئ وا...
-
وأنت يا من كنت حبيبي وداعا,, وداعا من حياتي ولكن ليس وداعا من روحي وعقلي وذاتي..فأنت بقوة قد تركت بصمتك فيهم للأبد,,وتركت ايضا جرحا للأب...
-
كان يا مكان يا سعد يا اكرام ما يحلى الكلام الا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام..هكذا بدأت الام تحكي لابنتها الصغيرة الحكاية كان في ولد صغي...
-
. وتلك الروح الشفافة التي غلفتني بعبق الامل والحياة..وعقل عميق احاوره ويحاورني فيغلبني بفطنته ولماحته...كان اللقاء ليس كأي لقاء..انه تق...
-
حبيبي... اني كاذبة..اعترف لك اني كذبت..كذبت على نفسي عندما توهمت اني نسيتك لحظة..وعلى قلبي بقسوة ظلمت..فهذا الغبي لم يزل يحتضن ذاته عشقا...
-
الحب..ذلك الكائن الذي احتارت البشرية في تعريفه منذ بدء الخليقة..أتراه كان سبب خروج آدم من الجنة؟..نعم هو السبب,,ولكن ليس حبا في حواء عندما س...
-
قد تختلف معايير موازين القوى العالمية من فكر لاخر,,ولكن عندما نذكر بلد بقوة فأن الفكر ينصب صبا نحو القوى السياسية والاقتصادية. ان النفوذ ...
-
جفت مقلتاي من فرط البكاء..ولازالت روحي تبكي قهرا على فراقك..لا..بل تنزف عذابا ..تنزف دماء قلبي المسفوك..فتغرقني دموعا حمراء..وابكي عندها ...
-
وذلك (العرض)..بوضع كسرة تحت حرف العين..اصبح (عرض) بوضع فتحة فوق العين..عرض مرح يلهو فيه الساكرون..وليس كل ساكر من يشرب الخمر..فالبعض يسكر تح...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق