المشاركات الشائعة

الاثنين، 21 نوفمبر 2011

أنا والطفلة المتوحدة..بقلم سمر علوان

لا أعلم لماذا خطر لي أن أكتب هذا الموقف؛ فهو لا يفارق ذهني أبدا...في يوم كنت مع أمي عند الطبيب ؛ولفت نظري أم معها طفلتها وكان يشوب الطفلة طابع غريب؛وكانت تترك يد أمها وتجري نحوي وتمسك كفاي؛ وكادت الأم تموت خجلا؛ فهونت عليها وسألتها عن اسم طفلتها؛فأجابتني:فريدة؛وأخبرتني عن أصابتها بالتوحد؛وعن عمرها وهو خمس سنوات؛ وكانت الطفلة المسكينة مصابة بأرتفاع بكهرباء المخ فأثرت عليها فهي لا تتكلم! وتمزق قلبي أكثر عليها؛وكعادة المتوحدين؛اجدها فجأة تضحك ملئ قلبها دون سبب ؛فأبتسم لها فتفرح وتجري نحوي؛والله رغم ان عام مر على هذا الحدث؛عندما أغمض عيني وأتذكرها؛أشعر بأصابعها الصغيرة الرقيقة تشد على أصابعي؛فيقشعر جسدي؛ أتذكر نظراتها و حملقتها في وجهي؛ واتذكر نفسي جيدا وملابسي؛اتذكر كيف كنت ارفع شعري من الجانبين و ألبس ذلك القميص الكاروهات فكان بي بصمة طفولية؛اتذكرعيناها الزرقاوان؛وشعرها الأشقر المعقوص؛اذكر ومازلت اتسائل لماذا كانت تشد على يدي بقوة عندما كانت تمسكها؛كانت الأم تحاول أبعادها وردعها؛فنالت من ابنتها مالذ وطاب من الرفس و الصراخ! ثم رجعت لي فريدة ناظرة لي و تمسك شعري و تلمس وجهي و فجأة نطقت فريدة الفتاة المتوحدة كلمة واحدة:(أوطة)! وتعني(قطة) باللغة العربية الفصحى! فأذا بأمها تحملها و تمطرها قبلات و تبكي الأم بشدة؛وقالت بهستريا:فريدة اتكلمت !أول مرة تتكلم! وظلت فريدة تردد:أوطة؛أوطة؛ وهي تنظر لي؛وأمها تبكي فرحا؛وأنا مثل الصنم شلتني الصدمة! لماذا نطقتي يا ايتها المتوحدة الأن؟ وبعد خمسة أعوام؟ما السر يا فريدة؟ ولماذا لم تقولي بابا أو ماما كأول كلمة كعادة الأطفال؟ ما سر كلمة "أوطة"؟ خرجت من العيادة ومازالت صرخات الفتاة المتوحدة في أذني حتى الأن؛ و هي تريد أن تمشى معي؛ مازالت صرخاتها تتبعني؛وكلمتها ترن في أذني أتذكرها و هي تنساب من بين شفتيها الورديتان الرقيقتان و العينان الزرقوان يكادا يخرجا من حجرتيهما من فرط نظرتها لي؛ أوطة؛أوطة؛أوطة؟لماذا قلتي قطة ايتها المتوحدة؟ ما السر يا فريدة؟ما السر؟!..بقلم سمر علوان

ليست هناك تعليقات: